فصل: اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم مكانا يعتاد مجيئه يوميا أو أسبوعيا أو شهريا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الأولى»**


تخصيص موضع من المسجد لدفن من بنى المسجد وغيره

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏2909‏)‏‏:‏

س1‏:‏ يقوم بعض المحسنين ببناء مساجد على نفقتهم الخاصة ويخصصون في جانب من ساحات المسجد أو من أمامه مكانا ليدفن فيه المحسن أو بعض أفراد عائلته ظنا منهم أن ذلك من وسائل القربى إلى الله ويستفتون بعض العلماء فيجيزون لهم الدفن حول المسجد أو من أمامه شريطة أن يكون هناك سور حائل بين المسجد والمقبرة‏؟‏

ج1‏:‏ لا يجوز تخصيص موضع من المسجد لدفن من بنى المسجد وغيره؛ لورود الأدلة الدالة على أنه لا يجوز بناء المساجد على القبور، والأصل في ذلك ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها‏:‏ أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال‏:‏ أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح - أو العبد الصالح - بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله وما رواه أهل السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

ليست الحجة في عمل العلماء وأقوالهم لأنهم يخطئون ويصيبون

فتوى رقم ‏(‏6154‏)‏‏:‏

س‏:‏ إنني أتحدث إلى أبي وأمي وبعض الناس المحيطين بي عن بعض البدع كأمثال الصلاة في المساجد التي بها قبور أو دعاء الأموات وما كان من هذا القبيل ولكن معظم هؤلاء يقولون لي‏:‏ إن العلماء يصلون في هذه المساجد ويرون الناس ولا يتحدثون فهل تفهم أنت أكثر منهم ولا فائدة معهم بأي شكل، وإن استطعت يقولون‏:‏ إنا وجدنا آباءنا على هذا، فهل أنت الذي سوف يصلح الكون، ويعدون أن العلماء الكبار الذين يصلون في الحسين والسيدة زينب رضي الله عنهم وأرضاهم فأقول لهم‏:‏ إن هؤلاء ليسوا بمصر وإن كانوا بمصر فلا يصح دعاؤهم دون الله عز وجل أو النذر لهم، ولكن هيهات، كأنني أتحدث إلى أحجار ويقولون لي‏:‏ يا كافر، وأشياء كثيرة، ولا أدري ماذا أفعل مع أبي وأمي وأنت تعلم حقهم‏؟‏ وفي كل مرة تنهرني أمي، فأقول لها‏:‏ إن السيد البدوي وأمثاله ناس لا يملكون شيئا في ملك الله عز وجل، ولكن هيهات، تقول لي‏:‏ إنهم أهل الله وأشياء لا أستطيع قولها لكم من الشرك الأكبر، فماذا أفعل أكرمكم الله‏؟‏ أفيدوني أفادكم الله‏.‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ لا يجوز بناء المساجد على القبور، ولا تجوز الصلاة في المساجد التي بنيت على قبر أو قبور، ولا يجوز أن يدعو الإنسان الأموات؛ لجلب منفعة أو دفع مضرة، بل دعاؤهم والاستغاثة بهم شرك أكبر يخرج عن ملة الإسلام، والعياذ بالله‏.‏

ثانيا‏:‏ ليست الحجة في عمل العلماء وأقوالهم‏;‏ لأنهم يخطئون ويصيبون، وكثير منهم مبتدع، وإنما الحجة في كلام الله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة‏.‏

ثالثا‏:‏ عليك أن تستمر في دعوة والديك ومن حولكم إلى الحق وأن تثبت عليه وأن تصبر على الأذى فيه، عسى أن يهدي الله على يديك إلى الحق والصواب الكثير ويكونوا عونا لك بعد أن كانوا أعداء مناوئين يسخرون منك ويحقرونك، وترفق بالوالدين وصاحبهما في الدنيا معروفا؛ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون‏}‏ نسأل الله لك التوفيق والثبات على الحق، وأن يهدي الله بك والديك وغيرهما، إنه على كل شيء قدير‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم مكانا يعتاد مجيئه يوميا أو أسبوعيا أو شهريا

فتوى رقم ‏(‏9224‏)‏‏:‏

س‏:‏ أعمل في الحرم النبوي الشريف أعمالا مؤقتة ويكون عملي أمام المواجهة لمنع الزوار من لمس الحجر أو المواجهة والتبرك بها‏.‏ وقد دأبت عندما أدخل المسجد أن أصلي تحية المسجد ثم أتوجه إلى عملي أمام المواجهة، وقبل البدء في العمل أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضوان الله عنهما، فأخبرني أحد الزملاء أن عملي هذا لا يجوز وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يكون قبره عيدا فلا يجوز أن أسلم على الرسول وصاحبيه يوميا‏.‏ السؤال ما حكم ما أقوم به‏؟‏ وفقكم الله وأحسن إليكم وبارك فيكم‏.‏

ج‏:‏ لا يجوز اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم مكانا يعتاد مجيئه يوميا أو أسبوعيا أو شهريا‏;‏ لأن ذلك من اتخاذه عيدا، وقد أخرج أبو داود بإسناد حسن رواته ثقات، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم وقد وردت أدلة أخرى تعضد ذلك‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

زيارة المسجد النبوي ليست واجبة على النساء ولا على الرجال

فتوى رقم ‏(‏2501‏)‏‏:‏

س‏:‏ أن الكثير من النساء بعد أدائهن لفريضة الحج يسافرن إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم فهل يلزم المرأة زيارة المسجد النبوي وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم أو يلزمها أحدهما أو لا يلزمها الاثنان‏؟‏ أفيدونا عن ذلك‏.‏

ج‏:‏ ليست زيارة المسجد النبوي واجبة على النساء ولا على الرجال، بل سنة للصلاة فيه فقط، ويجوز شد الرحال لذلك، وليست زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة أيضا، بل هي سنة بالنسبة لمن لم يتوقف ذلك منه على سفر كزيارة سائر قبور المسلمين، وذلك للعبرة والاتعاظ وتذكرة الآخرة بزيارتها، وقد زار النبي صلى الله عليه وسلم القبور وحث على زيارتها لذلك لا للتبرك بها ولا لسؤال من فيها من الموتى قضاء الحاجات وتفريج الكربات كما يفعل ذلك كثير من المبتدعة رجالا ونساء، أما إذا توقفت زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره على سفر فلا يجوز ذلك من أجلها؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد‏:‏ مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى مع العلم أن النساء لا يجوز لهن زيارة القبور؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لعن زائرات القبور‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

للمسلم أن يسافر إلى المدينة للصلاة في المسجد النبوي

فتوى رقم ‏(‏2506‏)‏‏:‏

س‏:‏ يريد أن يزور المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة وهو بمكة ويسأل هل ذلك جائز أم لا‏؟‏

ج‏:‏ يجوز للمسلم أن يسافر إلى المدينة للصلاة في المسجد النبوي، بل يستحب؛ لأن الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وإذا كان بمكة فصلاته في المسجد الحرام أفضل من سفره للصلاة في المسجد النبوي؛ لأن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه؛ ولا يجوز له أن يسافر إلى المدينة من أجل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبور أخرى؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد‏:‏ المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

لا يجوز شد الرحال لزيارة قبور الأنبياء والصالحين وغيرهم

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏4230‏)‏‏:‏

س3‏:‏ هل تجوز نية السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين مثل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وغيره، وهل هذه الزيارة شرعية أم لا‏؟‏

ج3‏:‏ لا يجوز شد الرحال لزيارة قبور الأنبياء والصالحين وغيرهم، بل هو بدعة، والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد‏:‏ المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وأما زيارتهم دون شد رحال فسنة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة خرجه مسلم في صحيحه

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز

فتوى رقم ‏(‏7275‏)‏‏:‏

س‏:‏ لي من العمر 80 عاما من مواليد 1/1903م ولم يشأ الله لي في هذا العمر بزيارة الكعبة المكرمة ولا بزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن حبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أصلي عليه آناء الليل والنهار فأراه كثيرا في منامي وآخر رؤيا اليوم‏.‏ واليوم لم أر إلا أن أبوح بهذا، لي منزل بسيط ولم أرزق إلا بنجلة واحدة ولها نجل يتيم وسكنا معي وفاء بخدمتي ودخلي محدود وشوقي كثير لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل أبيع هذا المنزل وأتمتع بزيارتي إلى الحبيب‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ نرجو أن تكون رؤياك خيرا‏.‏

ثانيا‏:‏ السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز، والمشروع زيارة مسجده والصلاة فيه وليست بواجبة، ومن زار مسجده صلى الله عليه وسلم شرع له أن يسلم عليه وعلى صاحبيه رضي الله عنهما‏.‏ ولا يجوز أن تبيع بيت مسكنك من أجلها‏.‏

وطاعته صلى الله عليه وسلم وملازمة سنته وهديه ابتغاء ثواب الله في أي زمان أو مكان من أسباب السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة‏.‏‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

لا يلزم الحجاج رجالا ونساء زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا البقيع

السؤال السابع من الفتوى رقم ‏(‏10768‏)‏‏:‏

س7‏:‏ هل يلزم الحجاج من رجال ونساء زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم والبقيع وأحد وقباء أم الرجال فقط‏؟‏

ج7‏:‏ لا يلزم الحجاج رجالا ونساء زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا البقيع، بل يحرم شد الرحال إلى زيارة القبور مطلقا، ويحرم ذلك على النساء ولو بلا شد رحال‏;‏ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد‏:‏ المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى متفق عليه ولأنه صلى الله عليه وسلم ‏(‏لعن زائرات القبور‏)‏، ويكفي النساء أن يصلين في المسجد النبوي ويكثرن من الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد وغيره‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

شد الرحال لزيارة القبور

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏4297‏)‏‏:‏

س2‏:‏ ما هو حكم الشريعة الإسلامية في زيارة المقابر -أي‏:‏ مقابر الصالحين - حيث يذهب الرجل إلى قبر رجل صالح ويصحبه في هذه الرحلة أهله وأقاربه بما فيهم النساء ويأخذون معهم شاة ليذبحوها بجوار القبر ثم يضعون الطعام ويأكلون ويشربون ويقيمون عند هذا القبر يوما أو بعض يوم وأحيانا إلى الصباح الباكر وإن هذا القبر يبعد عن البيت بما لا يقل عن 20 كم أو أكثر أو أقل ثم ينقلون بعضا من اللحم إلى أصدقائهم وأقاربهم في مكان آخر يقصد أن هذا اللحم هدية أو صدقة، ومعلوم أن هذه الذبيحة ذكر عليها اسم الله عند ذبحها وسمعنا من بعض الناس يقولون‏:‏ إن هذا اللحم مثل لحم الخنزير تماما، أي‏:‏ أنه حرام شرعيا، والله سبحانه وتعالى يقول‏:‏ ‏{‏فكلوا مما ذكر اسم الله عليه‏}‏ مع أن هذه الرحلة من أولها إلى آخرها لم يقصد بها إلا التقرب إلى الله بزيارة قبر هذا الصالح والدعاء عنده والتبرك به والتوسل إلى الله به، وإذا اختلف اثنان يحلفان على قبر هذا الصالح ويقيمون عندهم الموالد سنويا، ومن عادتنا إذا مرض منا أحد يذهب إلى قبور الصالحين، وإذا أصيب أحدنا بجنون أو مرض شديد يذهب به أقرباؤه إلى قبر الصالح وأحيانا يبرأ من مرضه أو جنونه بسبب زيارته لذلك الصالح‏.‏ فما رأي الإسلام في ذلك؛ أفيدونا يرحمكم الله‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ لا يجوز شد الرحال لزيارة القبور؛ لقوله عليه الصلاة والسلام‏:‏ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد‏:‏ مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى

ثانيا‏:‏ تشرع زيارة القبور للرجال دون النساء إذا كانت في البلد - أي‏:‏ بدون شد رحل - للعبرة والدعاء لهم إذا كانوا مسلمين؛ لقوله عليه الصلاة والسلام‏:‏ كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة واقتداء به صلوات الله وسلامه عليه في زيارته لأهل البقيع والشهداء بأحد والسلام عليهم والدعاء لهم‏.‏

ثالثا‏:‏ دعاء الأموات أو الاستغاثة بهم أو طلب المدد منهم أو الذبح لهم والاعتقاد فيهم أنهم يملكون جلب نفع أو دفع ضر أو شفاء مريض أو رد غائب كل ذلك وأشباهه شرك أكبر يخرج عن ملة الإسلام‏.‏

رابعا‏:‏ الذبح لله عند القبور تبركا بأهلها وتحري الدعاء عندها وإطالة المكث عندها رجاء بركة أهلها والتوسل بجاههم أو حقهم ونحو ذلك - بدع محدثة، بل ووسائل من وسائل الشرك الأكبر، فيحرم فعلها ويجب نصح من يعمله‏.‏

خامسا‏:‏ أما الذبيحة عند القبور تحريا لبركات أهلها فهو منكر وبدعة لا يجوز أكلها‏;‏ حسما لمادة الشرك ووسائله، وسدا لذرائعه، إن قصد بالذبيحة التقرب إلى صاحب القبر صار شركا بالله أكبر ولو ذكر اسم الله عليها؛ لأن عمل القلوب أبلغ من عمل اللسان وهو الأساس في العبادات‏.‏

سادسا‏:‏ أما ما قد يحصل لبعض المرضى الذين يتصلون أو يجيئون إلى القبور فلا حجة فيه لجواز هذا العمل؛ لأن البرء قد يصادف ذلك الوقت بتقدير الله عز وجل فيظن الجاهلون أنه بسبب الرجل الصالح الذي في القبور، ولأن عباد الأصنام والجن قد تقضى بعض حوائجهم من جهة الشيطان، ولم يكن ذلك دليلا على جواز فعلهم، بل فعلهم شرك بالله وإن قضيت حوائجهم‏;‏ لأن الشياطين قد تغررهم بذلك على الثبات على الشرك؛ ولأن ذلك قد يصادف قدر الله من البرء‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عضو عبد الله بن قعود

شد الرحال إلى قبر الخليل

السؤال الثالث عشر من الفتوى رقم ‏(‏4264‏)‏‏:‏

س13‏:‏ هل صح عن الإمام ابن القيم أنه أنكر شد الرحال إلى قبر الخليل وأين هذا القول، وهل يجوز شد الرحال إلى قبر الخليل، وإن كان يجوز فما الدليل عليه‏؟‏ وهل قال ابن القيم بفناء النار‏.‏ وأين هذا القول‏؟‏

ج13‏:‏ أولا‏:‏ شد الرحال لا يجوز إلا إلى المساجد الثلاثة‏;‏ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد وهذا قول ابن القيم رحمه الله وشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية وجمع كثير من أهل العلم‏;‏ عملا بالحديث المذكور، وبذلك تعلم أنه لا يجوز في أصح قولي العلماء شد الرحال لقبر الخليل ولا غيره من القبور للحديث المذكور‏.‏

ثانيا‏:‏ رأي ابن القيم في فناء النار يمكنك أن ترجع إليه في كتابه ‏[‏الوابل الصيب‏]‏ فقد صرح فيه بأن النار لا تفنى، كما هو قول جمهور أهل السنة والجماعة‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود

ليس في الإسلام تبرك بأحجار وتراب القبور

فتوى رقم ‏(‏5339‏)‏‏:‏

س‏:‏ إن في وطننا هذا يعقد حفل حول قبر رجل صالح في كل سنة ويذكر هذا باسم ‏(‏عرس‏)‏ ينسب ذلك إلى رجل من أولياء الله تعالى، والغرض إيصال ثواب على روح المتوفى - يذبح البقر والغنم في هذا التقريب ويطعم الزائرون المساهمون، ويرجى بذلك التقرب إلى الله تعالى بالتوسل بالمتوفى - وليس هذا ‏(‏العرس‏)‏ عزومة فقط‏.‏

ومن الأعمال بهذا التقريب‏:‏ إنارة القبور المنسوبة وتزيينها وتجميلها باللمبات الملونة والحجاب على القبور المسطحة بالرخام أو الإسمنت وحولها، ويدعى الناس ووسائل الإعلام والنشر للحضور إليها ويحرق العود ويعقد حفل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ويصلى عليه قائما وقاعدا بصوت عال ويغني أغنية الحمد والثناء بالآلات الموسيقية وبدونها، ويسمى هذا‏:‏ ‏(‏ذكر جلي‏)‏ ويستلم جدر القبور ويزعم أنه عمل فيه بركة‏.‏

يقرأ القرآن حول القبر ويصلى بجنبه‏.‏ يقبل هديات ونقودا، ويصرف المبلغ لبناء ساحات أو البيوت ليسكن الزائرون، أو لبناء بيت مثل المسجد على القبر أو مسجد بجنبه، ومن الزائرين رجال ونساء وأطفال، وهم يرجون رحمة الله والتوسل إليه ليرزقهم أولادا ومالا ويكشف عنهم الكرب والآفات والمرض وكذا وكذا، ويدعو ورثة المتوفى أو من يناب أو المنظم أو الخادم الزائرين ليبايعوا على أيديهم متبعين لسنة المتوفى، وهذا هو هدفهم؛ لأن البيعة تهدي إلى طريق الرشد وبكل ذلك يتوقع التوسل إلى الله الكبير ورضاه، وأن الناس يشد الرحال لزيارة القبر من مسافة بعيدة ويسافر الزائرون إلى أطراف البلاد وخارجا عبر الحدود ليطبعوا صورهم في الجرائد ويفيدوا الناس ببيان قدومهم مثلا‏:‏ ‏(‏وصل خادم أجميز الشريف بالهند فلان‏.‏‏.‏ بدكا أو كراتشي‏)‏ ويدعو الناس أن يستعجلوا بإعطاء الهديات والنقود ويبتدروا بقبول هديات من جهة النائبين قبل أن يغادروا‏.‏

والهديات التي يعطون الناس زهور من بستان المتوفى أو قبره أو أرض المتصل بقبره وهم يرسلون خطابات مطبوعة إلى الناس حول العالم حتى إلى العواصم المقدسة - مكة والمدينة - ‏(‏وعاينت بعضها‏)‏ وكتبت هذه المراسلات إلى المسلمين البنجلاديش والباكستان بلغاتهم، وهم مقيمون في السعودية للعمل والمراسلات التي رأيتها كانت من نائب ‏(‏أجميز الشريف‏)‏ بالهند يكتب في معنى مواعد ‏(‏المناسك‏)‏ يعني‏:‏ كيف ومتى يفعل ‏(‏طواف حول القبر‏)‏، كيف ومتى يفتح ‏(‏باب الجنة‏)‏، وهو آخر دار القبر وكذا وكذا والعياذ بالله عز وجل - المهم أنهم يشجعون الناس ويحذرون بهذه المكتوبات ليبعثوا بهديات وأن يرسلوا عناوين أصدقائهم مهما يكونوا ويعاقبوا، فيفعلون ما يؤمرون خشية العقاب، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا‏.‏

سيدي‏:‏ عندنا غدير كبير جنب قبر رجل صالح ‏(‏وقد توفي قبل سبع مائة سنة وكان داعيا إلى الإسلام معروف في التاريخ واسمه‏:‏ شاه جلال اليماني رحمه الله بمنطقة سلمت، وفي هذا الغدير المذكور أسماك يزعمها مقدسة‏.‏‏.‏ إذا يموت أي‏:‏ السمك يصلى عليه صلاة الجنازة ويدفن، وفي هذه المنطقة أكثر الناس لا يأكلون حمامة أو يمنع من أكلها بكونها منسوبة إلى ذلك الرجل الصالح، وبعض الناس يعتقدون أنها من ممتلكات شاه جلال - فلا يؤكل - وكذا عندنا حاكية سلحفاة المقدسة وغيرها وقفا نبكي، إن في عامنا هذا وفي هذا الأسبوع حدث أمر عجيب وحذرنا هذا جدا، قد أعلن شخص ‏(‏وهو يتبع رجل لا نعلم عنه أي شيء‏)‏ ‏(‏أنه يريد عرس شيخه‏)‏ فاستورد 25 جملا من باكستان ‏(‏الجمل حيوان غريب نادر في أرضنا ونقرأ عنه في قصص الصحارى والعرب‏)‏ وابتاع آلافا من البقر والغنم وسكن البهائم بالمعارض في العاصمة ليراها الناس وكل هذه الأنعام ‏(‏هدي‏)‏ ‏(‏بشعار وقلاد محلي‏)‏ فجنت قلوب الناس بها حتى ساقوا بالجمل إلى محلها والدبابات ‏(‏أبو كفرتين‏)‏ والسيارات تجري أمامها وخلفها في الصفوف بكامل الاحتياط العسكري -

فمئات آلاف من عوام الناس وخواصهم قد ساهموا ‏(‏العرس‏)‏ حتى عدد كبير من زعماء البلاد والمسئولين الكبار من المدنيين والعسكريين في الحكومة وخارجها كانوا فيمن سافروا إلى محفل العرس التي استغرقت ثلاثة أيام ولياليها بالسيارات وبالهليوكبتر - بايعوا الناس على يد النائب المرشد - ورد هذا الفعل والله موبق ما رآينا قبل فنخاف وإيماننا ضعيف وأن الناس على دين ملوكهم أو كما تكونوا يولى عليكم، وأستغفر الله إن الله غفور رحيم‏.‏

تستمر الأذهان والجوع باختراع قبور جديدة في أقصى الأرض وأدناها وتدعو الناس إلى هذه الحفلات الضالة وتحض الناس على إنفاق المال وترغب وترهب بقصص مفترى عن جلالة وعظمة المتوفى وولي الله المفروض حتى تقف القطارات والحافلات بجانب القبور ويرمي الناس نقودهم أو يسلم على المتوفى وصارت هذه القبور مصادر في الاكتساب والمعيشة والعياذ بالله‏.‏

فأفتونا في هذه الأمور كلها في ضوء كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة بالبسط حتى تزول الشبهات عن الأذهان، والله ولي التوفيق وعليه الاتكال، وأدعو الله أن يحفظنا من الأعمال السيئة والشرك والبدعة وينظف صدورنا عن العقيدة الباطلة ويوفقنا أن نعبد الله مخلصين له الدين حنفاء ويهدينا بهدي النبي عليه الصلاة والتسليم في وطننا هذا بنجلاديش خصوصا وسائر بلاد المسلمين عموما - نحن ضعفاء في الدين والإيمان وعرض الأدنى فشاورنا عن الواجبات في أزمتنا الدينية المذكورة وأن فتواكم ضروري ومهم وعاجل نظرا على استعجال الكفار والشياطين تجاه الكفر والشرك والبدعة وحتى الآن كنا من الغافلين - فيغفر الله لنا ولكم‏؟‏

ج‏:‏ هذه الأمور التي ذكرت أمور منكرة بلا شك وبدع وضلالات أوحى الشيطان بها إلى ضعفاء العقول وقليلي البصائر‏;‏ ليصدهم بها بواسطة أتباعهم المتأكلين بها عن صراط الله المستقيم الذي هدى الله له الفرقة الناجية من بين فرق هذه الأمة‏.‏ فليس في الإسلام إقامة احتفال بمولود شيخ ولا نبي ولا غيره، وليس في الإسلام ذبح لغير الله، بل هذا شرك أكبر يخلد من مات عليه في النار؛ لقول الله عز وجل‏:‏ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له الآية، وليس في الإسلام أيضا تبرك بأحجار وتراب القبور، فهذا من أنواع العبادة وأهلها وإشراكهم مع الله سبحانه وتعالى، وهو شرك أكبر، وليس في الإسلام بناء على القبور أو تجصيص أو ترخيم لها، بل ذلك مما نهى عنه صلى الله عليه وسلم، وليس في الإسلام عمل أي عبادة عند القبور لا صلاة ولا تلاوة ولا ذبح ولا توزيع طعام ولا طواف بها ولا غير ذلك، إنما المشروع أن تزار للعظة وأن يدعى لأهلها، وليس في الإسلام توسل بالأموات مطلقا لا بجاههم ولا بحقهم ولا بذواتهم، بل ذلك من البدع ومن وسائل الشرك، وإنما التوسل يكون بأسماء الله سبحانه وصفاته وتوحيده والإيمان به وسائر الأعمال الصالحات‏.‏

ومن الأدلة على ما ذكرنا من تحريم التبرك بأرض القبور وأهلها وأن ذلك من الشرك الأكبر ما رواه الترمذي وغيره بإسناد صحيح عن أبي واقد الليثي قال‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها‏:‏ ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا‏:‏ يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ الله أكبر، إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى‏:‏ اجعل لنا إلها كما لهم آلهة

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

عضو عبد الله بن غديان

عضو عبد الله بن قعود